لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال زيارته الإكليريكية البطريركية في غزير يرافقه المطران الياس نصار وأمين سر البطريرك الخوري شربل عبيد، لمناسبة اختتام دورات التنشئة للكهنة الجدد لهذا العام، إلى أنّه "كما أنّ النبتة إن عطشت تذبل وتيبس، هكذا هو الكاهن، إن لم يرتوِ من نبع العلم والثقافة واللاهوت فهو أيضًا معرّض لليباس".
وأكّد أنّ "اليباس الروحي للكاهن أمر خطير، فهو ينتج من عدم عيش الحياة الروحيّة ورفع الصلاة والاعتراف وعدم مواكبة تعاليم الكنيسة. في هذه الحال ماذا يمكنه أن يعلم الناس؟ أي شيء يخطر بباله؟ هذا يجعل الناس يملّون عظته لأنّها لا تحمل أي معنى، فهي قبل كلّ شيء لا تحاكيه"، موضحًا أنّ "الفكرة الأساسيّة من الوعظ هي التركيز على ما يريد أن يقوله الإنجيل للكاهن، قبل أيّ أحد آخر، وهو بدوره ينقل هذه الرسالة إلى الناس من خلال تحضير العظة بالأسلوب المناسب".
وركّز البطريرك الراعي على أنّ "من هنا أهميّة التنشئة الّتي استفدتم منها من دون أدنى شك. الكنيسة بحاجة إلى كهنة مثقّفين ولديهم روحانيّة، لأنّه لا يمكننا الفصل أبدًا بين العلم والحياة الروحيّة"، مبيّنًا أنّ "الحياة الروحية من دون علم لا تنفع، والعلم من دون حياة روحيّة يبقى ناقصًا. على الكاهن أن يعلم ويعظ ويعرف الناس، تمامًا كالقاضي الّذي نتيجة لثقافته المتخصّصة في القانون وخبرته وعلمه يمكنه إطلاق الأحكام المنصفة بحقّ الأشخاص".
وذكر أنّ "هذه هي أهميةّ التنشئة اليوم، إذ لا يمكننا الإتكال عليها فقط وإنّما علينا أيضًا أن نتبع لاهوتنا"، مشيرًا إلى أنّ "التحصيل الأكاديمي وحده لا ينفع إن لم يكن مواكبًا لروحانيّة مميّزة. فإن لم تكن المفاهيم اللاهوتية والأخلاقيّة واضحة عندي كذلك المفاهيم الكتابيّة، لا يمكنني تطبيقها في حياتي".
كما شدّد الراعي على أنّ "العلم لا ينتهي، ونحن بقدر ما نقرأ، نغتني، وهذا ما أكّده القول الشهير: اثنان لا يشبعان، طالب العلم وطالب المال. ونحن نعير اهتمامنا للقسم الأول، أيّ لطالب العلم، وربنا يوفقكم في حياتكم الكهنوتية والمسيح ربنا بحاجة الى كلّ واحد منّا".